ما حكم الوضوء بماء وقعت فيه بقعة كبيرة من الدم؟
خرجنا مرة في رحلة، وفي أثناء الرحلة أصيب صديقنا بالرعاف، واستخدم جميع الماء الذي معنا، وتحيرنا إذا كان يمكن الوضوء في البرميل أم لا، بعد وقوع الدم فيه، فما حكم الوضوء بماء وقعت فيه بقعة كبيرة من الدم؟
الإجابة
حياك الله السائل الكريم، تعددت آراء العلماء في حكم الماء الذي يتنجس بشيء فيغير صفة من صفاته، وإنّ الدم من الأمور المختلف عليها كذلك، وبيان ذلك كما يأتي:
قال بعض العلماء أنّ دم الإنسان طاهر
ما عدا الدم الذي يخرج من السبيلين أي القبل والدبر، وعلى هذا فإنّ الماء الذي وقع به دم الإنسان الطاهر مثل دم الرعاف، يكون طاهرًا ويجوز الوضوء منه، والاغتسال به على هذا القول.
قول جمهور العلماء بأن دم الإنسان كله نجس
فقد ذهب جمهور العلماء ومنهم ابن تيمية -رحمه الله- إلى أنّ الدم الذي يخرج من الإنسان كله دم نجس، وإذا اختلط بالماء نجّسه، ولا يصح الوضوء بهذا الماء ولا الاغتسال به، وهذا الراجح من الأقوال عند أهل العلم، والله -تعالى- أعلم، وعليه أُيها السائل ننصحك بالبحث عن ماء طاهر لم يختلط به شيء ينجسه حتى تخرج من الخلاف، وتأخذ بالأحوط.